عدنان ليمام: سيكون لإيران ردّ ثان سرّي ضدّ إسرائيل
شدّد الأستاذ الجامعي المختصّ في العلاقات الدولية عدنان ليمام، في برنامج "ميدي شو" اليوم الاثنين 15 أفريل 2024، على ضرورة الفصل بين مجريات حرب غزة ومجريات الحرب بين اسرائيل وايران الواقعة منذ سنين في الخفاء.
وقال إن الحرب بين إسرائيل وإيران هي حرب ضروس ذات طبيعة مخابراتية واقعة منذ أمد وتم خلالها تخريب منشآت نووية واغتيالات شخصيات عسكرية إيرانية وكانت الردود الإيرانية بالحجم ذاته لكن الفرق الوحيد هو أنّ إيران تعلن عما أصابها، والكيان الصهيوني لا يعلن عن أيّ شيء.
لكن بهجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية، وقع تغيير قواعد الاشتباك المتّفق عليها ضمنيا، ومنذ تلك اللحظة اضطرت إيران للردّ ومواجهة ذلك عبر ضربات مباشرة من إيران للكيان الصهيوني في عمق فلسطين المحتلة، وفق قوله.
وأضاف أنّ الرد الإيراني سيكون له وجهين وجه علني تم الكشف عنه في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد الماضيين، وآخر سري، حيث سيتم حتما اغتيال ضباط كبار صهاينة، وفق تقديره.
وأوضح ليمام أنّ اسرائيل تريد جرّ المنطقة إلى فوضى عارمة وشاملة يتم خلالها جر الولايات المتحدة الأمريكية لمساندتها بعد خسارتها للرأي العام الذي رأى الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني الذي لطاما لعب دور الضحية.
ويرى ضيف "ميدي شو" أنّ ''رئيس وزراء الكيان المحتل نتنياهو لا حلّ له للدوام في السلطة إلاّ إطالة أمد الحرب، وإذا أمكن توسعها وزج امريكا للصراع اعتبارا لانه اذا خسر السلطة مآله السجن نظرا للقضايا المورّط فيها هو وحكومته وضباطه.
ولفت ليمام إلى أنّ الهزيمة العسكرية الاستراتيجية الإسرائيلية قادمة لا محالة، لكن الاعتراف بهذه الحقيقة صعب جدا لذلك يُحاول الصهاينة إطالة الحرب قدر المستطاع، لأنّ الهزيمة ستكون لها تداعيات سياسية كبرى بمعنى زلزال سياسي صهيوني وبداية تاريخ نهاية الكيان الذي يعي جيّدا أنّه بصدد اللعب بوجوده .
وأضاف أنّ إيران لها دور مباشر وفعّال في حرب غزّة لكنّه غير معلن لأنّها هي المزوّد الرئيسي للأسلحة وتكتيكات الحرب اللامتوازنة وهي مركز البحوث والداعمة ماديا.
وقال: ''هناك مصلحة مشتركة بين إيران وأمريكا وهي عدم توسيع دائرة الحرب عبر قنوات اتّصال تشرف عليها قطر وتركيا وعدد من البلدان الاخرى.. وأنا على يقين أنّه وقع ترتيب الأمور بين إيران وأمريكا بما يضمن الرد الايراني المحتوم مقابل عدم الذهاب بالمنطقة إلى حرب مفتوحة بينهما''.
أما بخصوص تبعات هذه الهجمات، بيّن ليمام أنّها لن تشكّل فرقا ولن تغير شيئا في الحرب على غزة، لأنّ الكيان المحتل ارتكب أبشع الجرائم امام العالم اجمع ولا يمكنه القيام بما هو أفضع.
ووصف عدنان ليمام الكيان المحتل بـ''عصابة المجانين'' الذي لا يفكر ويتصرّف بطريقة منطقية ومن الوارد ان يحاول توسيع دائرة الحرب عبر توجيه ضربة مباشرة لايران لكن الرد سيكون من هذه المرة اقوى جدا من طرف ايران وامريكا هي الوحيدة القادرة على ايقاف الكيان المحتل وردعه، وفق قوله.
''القائمون على السياسة الصهيوأمريكية أذكياء تكتيكيا لكنهم أغبياء استراتيجيا''، يقول ضيف ميدي شو ويضيف: '' التاريخ سجّل أنّ كل مشاريعهم باءت بالفشل وجاءت بنتائج عكسية ''.
وفي علاقة بالمشهد في المنطقة في الايام القادمة، يرى ليمام انّ حكومة المجانين الصهيونية هي العقبة الوحيدة اليوم أمام ايجاد حلول عقلانية ومنطقية لايقاف الحرب والكوارث التي تحدث في غزة قائلا: ''من الصعب التقدم لايجاد حلول مع مادامت هذه العصابة موجودة...أكبر إشكال تعاني منه أمريكا اليوم هي حكومة نتنياهو وأمريكا ستفكر في حلحلتها بطريقة أو بأخرى''.
أما بخصوص موقف تونس من كلّ ما يحدث من تغيرات في العالم، قال ليمام إنّ تونس تعرف حجمها جيدا وعليها قراءة المشهد بكل ذكاء والرهان ليس إحلال شراكة مقابل الاستغناء عن اخرى بل تنويع الشركات والاستفادة باكبر قدر ممكن منها سواء الاتحاد الاوروبي او روسيا او الصين، مع احترام جملة من الثوابت كاستقلال القرار الوطني والموقف المبدئي والوجداني غير القابل للمساومنة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.